السعي الدؤوب نحو العدالة والمساءلة يتواصل: في ذكرى مرور 9 سنوات على الإبادة الجماعية بحق الأيزيديين

بغداد، ٣ آب/أغسطس ٢٠٢٣ - في مثلِ هذا اليومِ المشؤوم منذ تسع سنواتٍ، قاسى المجتمع الأيزيدي في العراق واحدةً من أبشع الفظائع في التاريخ الحديث، فيما تم تصنيفه قانونياً من قبل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش (يونيتاد) كجريمة إبادةٍ جماعيةٍ بأدلةٍ واضحةٍ ومقنعة. وفي الذكرى التاسعة للإبادة الجماعية بحق الأيزيديين، يؤكد فريق التحقيق على التزامه بالسعيّ من أجل تحقيق العدالة للضحايا والناجين، وضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة، بغض النظر عن المكان الذي يلوذون به أو ما يستغرقه الأمر من وقتٍ لتحقيق ذلك الهدف.

أكدَ المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، السيد كريستيان ريتشر:"إن التوصيف السليم للجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش على أنها جرائم دولية هو خطوة مهمة في أية عملية للمساءلة. وما نرغب أن نراه في العراق وكذلك حول العالم هو أن تتعامل الأنظمة القضائية مع جرائم تنظيم داعش ضد الأيزيديين وتُخضع مرتكبي هذه الإبادة للمساءلة أمام محاكم مختصة".  

وفي هذا السياق، رحبَ فريق التحقيق (يونيتاد) مؤخراً بإدانة محكمةٍ ألمانيةٍ لعضوة ٍ في تنظيم داعش بِتُهم المساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الأيزيديين، حيث قدم فريق يونيتاد الدعم لسلطات الادعاء العام الألمانية من خلال تحديد الشاهدة الرئيسة ومقابلتها، وهي سيدة أيزيدية تم احتجازها كسبية لمدة ثلاث سنوات من قبل شخصين ينتميان لتنظيم داعش، نادين ك. وزوجها. وفي هذا الصدد ذكرَ المستشار الخاص ريتشر أن: "هذه الإدانة ومثيلاتها تمثل تقدماً ملموساً نحو تحقيقِ العدالةِ وبما يوفر بعض المواساة للعائلات والضحايا. وسنواصل السعي الدؤوب نحو دعم المزيد من محاكمات أعضاء تنظيم داعش على جرائمهم، بشكل يجمع الأجزاء المتناثرة من الصورة، حتى نرى العدالة التي نسعى لتحقيقها في العراق وفي جميع أنحاء العالم".

وأشاد المستشار الخاص ريتشر بالسلطات العراقية التي أظهرت مستوىً عالٍ من الالتزام في المضيّ قُدماً في العمليةِ التي يقودها العراق نحو تشريع قانونٍ وطني يسمحُ بمحاكمةِ أعضاء تنظيم داعش على جرائمهم الدولية في العراق، ونوه قائلاً: "قدّم الخُبراء الفنيون لدى فريق التحقيق (يونيتاد) الدعم لهذهِ العمليةِ من خلال مجموعة العمل المُشتركة التي أطلِقتْ في شهر آذار/مارس 2023 والتي تضم ممثلين عن القضاء، وخبراء قانونيين من مكتبِ رئيس الوزراء واللجنة الوطنية الدائمة للقانون الإنساني الدولي، بالإضافة إلى مجلس الدولة في العراق، والتي يستضيفها مجلس القضاء الأعلى. وسيستمر العمل في هذا المضمار على مدار الأسابيع والشهور القادمة. ومِن شأن هذه العملية أن تُمهد الطريق لمحاكمة مرتكبي جريمة الإبادةِ الجماعيةِ من أعضاء تنظيم داعش بحق الأيزيديين في العراق".

بغيةَ دعمِ هذه الجهود المبذولة للمساءلةِ داخل العراق وخارجه، تستمر التحقيقات التي يجريها فريق يونيتاد بشأن جرائم تنظيم داعش ضد المجتمع الأيزيدي بصفتها واحدة مِن أهم الأولويات لدى الفريق، إذ يجري جمعُ المزيدِ من الأدلة وشهادات الشهود لتعزيز جهود بناء القضايا. علاوةً على ذلك وبدعم من فريق التحقيق، جرت أعمال التنقيب في (37) مقبرة ٍ جماعيةٍ لضحايا تنظيم داعش من الأيزيديين، إضافةً إلى تحديد أكثر من (100) موقع للموروث الثقافي الأيزيدي عَمد تنظيم داعش إلى تدميره.

لا يمكن أن تستمر هذه الجهود الدؤوبة إلا بفضلِ شجاعةِ وصمود المجتمع الأيزيدي ككل، والناجيات والناجين على وجه الخصوص، والتي أشاد بها المستشار الخاص ريتشر قائلاً: "لا يسعنا إلّا أن نشعر بالتواضع أمام الناجيات والناجين والمجتمع الأيزيدي أجمعْ من عزيمةٍ مشهودة، ويلتزمُ فريق التحقيق (يونيتاد) بتكريسِ جميع مواردهِ وجهودهِ لتحقيق هذا الهدف المشترك المتمثل بمُحاسبة أفراد تنظيم داعش في العراق وحول العالم عن جرائمهم الدولية، وذلك بالتعاون الوثيق مع المجتمع الأيزيدي والسلطات العراقية".

هذا وسيستمرُ فريق التحقيق (يونيتاد) في نصرةِ ودعمِ الجهود العراقيةِ نحو تشريعٍ وطنيّ يسمح بمحاكمة تنظيم داعش عن جرائمه الدولية، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية ضد الأيزيديين في العراق، كي يشهد الضحايا يوم نصرتهم أمام المحكمة بشكل يضمن مشاركتهم المجدية في عملياتِ المساءلةِ.

 

 

*************************************************************

لمزيدٍ مِن المعلومات، يُرجى التواصل مع المسؤولة الإعلامية (مها ظاهر)

لدى فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) عبر البريد الإلكتروني: UNITAD-PIO@un.org