السلطات العراقية

لعبت السلطات العراقية، ومن ضمنها سلطات إقليم كردستان، دوراً محورياً في تفعيل الأنشطة الأساسية للفريق والمساهمة فيها بشكل ملموس، ولا سيما التحقيقات وجمع الأدلة وبناء القدرات. وكجزء من هذا التعاون، يسّرت هذه السلطات حوالي 2000 زيارة ميدانية قام بها الفريق إلى 71 موقعاً في جميع أنحاء البلد تماشياً مع الفقرة 44 من وثيقة الاختصاصات.

قدّمت السلطات العراقية، لا سيما القضاء العراقي، جُلّ الأدلة التي جمعها الفريق واحتفظ بها، مما ساعد على دعم عمله التحقيقي وتقييم أفعال تنظيم داعش باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. وكجزء من هذه الجهود لجمع الأدلة، عمل الفريق مع السلطات العراقية لإجراء ثمانية وستين (68) عملية حفر وتنقيب في المقابر الجماعية وإعادة رفات الضحايا التي تمّ التعرّف عليها، وتحديداً مع مديرية شؤون وحماية المقابر الجماعية ودائرة الطب العدلي، بالإضافة إلى رقمنة حوالي عشرين (20) مليون سجل ورقي متعلق بالتنظيم واسترجاع بيانات من عدد كبير من الأجهزة الرقمية المُصادرة التابعة للتنظيم. وقد قدّم الفريق في تنفيذه لتلك الأنشطة دعماً مكثفاً لبناء قدرات نظرائه من خلال توفير التدريب والمعدات والخبرة التقنية والفنية. 

وتماشياً مع قراري مجلس الأمن رقم 2379 (2017) ورقم 2697 (2023)، وكذلك مع وثيقة الاختصاصات (S/2018/118، الملحق) وتقرير الأمين العام (S/2024/20)، سلّم فريق التحقيق (يونيتاد) معلومات من محفوظاته ومنتجات العمل التي اعدّها للسلطات العراقية أثناء الشهور الأخيرة من ولايته. وشمل ذلك نسختين مختلفتين من نفس الأدلة: إحداهما تتألف من معلومات جمعها الفريق في حالتها الأصلية دون تغيير كما تم إنشاؤها وتخزينها رقمياً، وذلك لحماية استخدامها وسلامتها في الإجراءات القضائية؛ والأخرى تتألف من معلومات نظّمها الفريق وصنّفها وعلّمها بعلامات محددة، مما يسهل البحث فيها لضمان فائدتها وفعاليتها كأصل من أصول التحقيق. واستخدم الفريق تلك الأخيرة خلال السنوات لإنتاج تقييمات القضايا والتقارير التحليلية، اذ استكمل الفريق عشرين (20) تقييماً للقضايا والتقارير وقام بتسلميها قبل إنتهاء ولايته، إلى جانب أدلة مؤيدة التي جمعها الفريق أساساً في الميدان. كما تمّ تسليم تقارير الطب الشرعي وغيرها من المنتجات التحليلية إلى جانب المعلومات التي تم جمعها من مصادر مفتوحة لضمان إتاحة تلك المعلومات مستقبلاً.  

كما تمّ تقديم الدّعم في مجالات أخرى ذات صلة بالولاية تتعلق ببناء القدرات إلى السلطات العراقية، إذ نُظّمت دورة تدريبية متعمقة حول القانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي لمساعدة مجموعة مختارة من القضاة والمُدّعين العامين والمحققين العراقيين على التخصص في هذا المجال. تضمن جزء واحد من هذه الدورة تدريبا بحضور شخصي جرى في الأكاديمية الدولية لمبادئ نورمبرغ في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، ساعد فريق التحقيق (يونيتاد) في إنشاء وتدريب وحدة متخصصة لحماية ودعم الشهود داخل وزارة الداخلية وتعاون مع وزارة الصحة، إلى جانب مجموعة من المنظمات غير الحكومية، وقادة المجتمعات المحلية والعشائرية والدينية، لزيادة قدرة الدعم النفسي والاجتماعي في العراق وشبكة الإحالة للناجين من تنظيم داعش والشهود وعائلاتهم.