كلمة المستشار الخاص كريستيان ريتشر في مؤتمر القادة الدينيين المسيحيين: على درب العدالة

 

http://telecoms.com/wp-content/blogs.dir/1/files/2012/10/UNlogo.jpg

 

نحو محاكمة الجرائم الدولية الأساسية التي ارتكبها أعضاء تنظيم داعش

على درب العدالة:

التحقيق في جرائم داعش ضد مسيحيي العراق

 

ملاحظات السيد كريستيان ريتشر

المستشار الخاص ورئيس يونيتاد

 

31 آب/  أغسطس 2023، أربيل (مشاركة عبر الفيديوا)

 

 

أصحاب السعادة والنيافة، الضيوف الكرام، والزملاء الأعزاء،

معالي السيد سفين دزه يي، رئيس قسم العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان

سعادة الدكتور ديندار زيباري، منسق مكتب التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان

 

اسمحوا لي أن أبدأ بتقديم اعتذاري لعدم تمكني من السفر لأكون بينكم شخصيًا اليوم لحضور هذا الحدث المميز. ويرجع ذلك إلى تحديات لوجستية غير متوقعة للأسف.

وفي الوقت نفسه، أنا محظوظ بما يكفي لأن أتمكن من مخاطبتكم افتراضيًا، وسوف أستمع إلى جميع أجزاء هذا المؤتمر.

اقدم خالص تقديري لكبار الشخصيات من المجتمعات المسيحية الذين حضروا من مختلف أنحاء العراق لحضور هذا اللقاء المهم. إن تعاونكم وصمودكم لهو أمر ملهم، ليس فقط للمكون المسيحي في العراق، ولكن أيضًا لنا في فريق يونيتاد في الوقت الذي نواصل فيه تحقيقاتنا في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد مسيحيي العراق.

لقد اعتمدت أيديولوجية تنظيم داعش على العنف، ولم تستثن احداً من شعب العراق ولا ثقافاته ومعتقداته المتنوعة. وامتدت قسوة داعش إلى جميع المجتمعات العراقية، بما في ذلك المجتمع المسيحي الذي وقع تحت سطوة إرهاب التنظيم.

وبينما نعمل نحو تحقيق العدالة لجميع الضحايا والناجين، وأولئك الذين عانوا من فظائع تنظيم داعش، يبقى راسخاً في قلوبنا وفكرنا أحد المبادئ الأساسية ليونيتاد وهي أنه لا يوجد تدرج تفضيلي بين الضحايا.

لقد طالت جرائم داعش جميع الأديان والمجتمعات العراقية، وبالنسبة لنا، فإن كل ضحية من ضحايا تلك الجرائم الدولية من جميع المجتمعات مهمة، بما في ذلك الضحايا من المجتمع المسيحي. ونهدف إلى ضمان سماع أصوات الضحايا دائمًا، وإلى عدم ضياع ذكرى الأبرياء الذين فقدناهم.

سيقدم زملائي في أربيل في وقت لاحق من هذا الصباح عرضاً حول التقدم المحرز في تحقيقاتنا في جرائم تنظيم داعش ضد المجتمع المسيحي. ولكن اسمحوا لي أن أقدم لمحة سريعة عن عملنا في هذا الصدد، حيث تعمل وحدة التحقيق الميدانية المتخصصة في الجرائم ضد المجتمع المسيحي (FIU5) بلا كلل لتعزيز النتائج التي توصلت إليها بشأن تلك الجرائم، بما في ذلك تدمير التراث الثقافي المسيحي في الموصل وسهل نينوى، حيث استهدف أعضاء تنظيم داعش الكنائس والأديرة والمقابر والمخطوطات والرموز المسيحية والأعمال الفنية في هجمات همجية تنضح بالكراهية واللاإنسانية.

كما تم إحراز تقدم في في تطوير ملفات القضايا الفردية لأعضاء تنظيم داعش فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في الحمدانية، بما في ذلك حول عضو قيادي في داعش مرتبط بديوان الغنائم. حيث تم تحديد هويات أعضاء تنظيم داعش هؤلاء بالأدلة من خلال الشهادات والوثائق الداخلية لتنظيم داعش وملفات القضايا المقدمة من القضاء العراقي.

كما أحرز الفريق تقدمًا في تحليل الهجمات الدعائية لتنظيم داعش المتعلقة بالمكون المسيحي من خلال تحديد ومراجعة منشورات داعش، بما في ذلك الفتاوى والمنشورات الدعائية؛ ويواصل الفريق تحقيقاته في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش والتي استهدفت بشكل خاص النساء والأطفال.

يعتمد عمل فريق يونيتاد على التعاون والعمل بشكل وثيق مع مجتمعات الضحايا والناجين، ونحن اليوم حريصون على الاستماع إليكم والاطلاع على رؤيتكم حول الانخراط الفعال مع المجتمع المسيحي، وتمكين الفئات الأكثر ضعفاً من المشاركة في عمليات المساءلة. كما يعمل الفريق بشكل وثيق أيضاً مع النظراء في حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان، وأعرب من هنا عن امتناني الكبير لروح التعاون المميزة والدعم المستمر من النظراء الوطنيين.

واسمحوا لي أن أؤكد على أن التطور الملحوظ في هذا المجال الحاسم من عملنا في التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المكون المسيحي وتدمير التراث الثقافي، يتم بفضل الدعم المالي السخي الذي تقدمه الولايات المتحدة وفرنسا، وأكرر شكري على هذا الدعم المستمر.

إن هذا التجمع اليوم يدل على التفاني من أجل مستقبل العراق كأمّة ذات تاريخ غني تستحق غداً مشرقاً. إن وجودنا هنا هو شهادة على إيماننا بالعراق وبالعدالة والحقيقة وبأن جهودنا الموحدة يمكن أن تهيئ مستقبلاً ينعم بالأمن والسلام لجميع العراقيين.

إن سعينا لتحقيق المساءلة لا يمكن فصله عن شراكاتنا القوية مع نظرائنا الوطنيين، ومع السلطات العراقية، والزعماء الدينيين، والمجتمع المدني.

ولجميع الناجين الذين عانوا من ألم لا يضاهى، أؤكد لكم أن قدرتكم على الصمود والتحدي هي ما يلهم ولايتنا وتحقيقاتنا. وبينما نتذكر الضحايا من جميع المجتمعات، فإننا ندرك أن العدالة هي السبيل الحقيقي لتكريم ذكراهم، حيث نهدف إلى كشف الحقيقة ومحاسبة أعضاء تنظيم داعش على جرائمهم الشنيعة من خلال عمليات العدالة القائمة على الأدلة.

 

وأخيراً، أود مرة أخرى أن أعرب عن عميق امتناني لكل واحد منكم لمشاركتكم في هذا المؤتمر الهام.

 

شكرًا لكم.