التحقيقات
تُعد التحقيقات في صميم عمل الفريق لإنجاز ولايته، حيث يضطلع بها الفريق من خلال إستراتيجية تحقيق دقيقة يقودها مكتب التحقيقات الميدانية.
يجري مكتب التحقيقات الميدانية لدى فريق التحقيق (يونيتاد) تحقيقاته الهيكلية مِن خلال ست وحدات تحقيق ميدانية تغطي جرائم التنظيم بحقّ جميع المُجتمعات المتضررة في العراق، بما يشمل المُجتمعات الأيزيدية والمسيحية والشيعية والتركمانية والكاكائية والشبكية والسُنية. حيثُ تجرى التحقيقات مستندة على مبدأ عدم وجود تدرج تفضيلي بين الضحايا، ومن خلال النهج الملم بالصدمات النفسية والنهج الذي يعتمد مركزية سلامة الضحية.
فضلاً عن ذلك، يعمل الفريق على مسارين موضوعيين شاملين، من خلال التحقيق في جرائم تنظيم داعش بحقّ النساء والأطفال، وكذلك في الجرائم الاقتصادية والهياكل المالية لتنظيم داعش، كونهما خطين متقاطعين مع خطوط التحقيقات الاخرى. ويتم ذلك من خلال وحدتين موضوعيتين متخصصتين داخل مكتب التحقيقات الميدانية.
تشمل المسارات الرئيسية للتحقيق الذي يجريه الفريق ما يلي:
التحقيق في جرائم تنظيم داعش بحقّ جميع المُجتمعات المتضررة في العراق
المُجتمع الأيزيدي
ركز الفريق في إطار مسار التحقيق هذا، على التحقيق في جرائم تنظيم داعش بحقّ المُجتمع الأيزيدي، فيما تم تصنيفه قانونياً من قبل فريق التحقيق (يونيتاد) كجريمة إبادةٍ جماعيةٍ بأدلةٍ واضحةٍ ومقنعة كما أعلن الفريق في شهر آيار/مايو 2021، بخصوص الجرائم المرتكبة بحقّ المُجتمع الأيزيدي في سنجار.
وقد قدم الفريق الدعم للسلطات العراقية للتنقيب في (37) موقعاً لمقابر جماعية لضحايا التنظيم من الأيزيديين، وقدم الدعم أيضاً لإعادة رفات أكثر من 180 ضحية. فضلاً عن ذلك، حدَدَ الفريق أكثر من 100 موقع تراث أيزيدي دمره تنظيم داعش. وفي عام 2021، أنتج فريق التحقيق (يونيتاد) فيديو عن جرائم تنظيم داعش بحقّ المُجتمع الأيزيدي في سنجار، وكذلك استكمل ملف قضية أولي حول الجرائم المرتكبة بحقّ الأيزيديين.
المُجتمع المسيحي
يحقق فريق (يونيتاد) في الفظائع المرتكبة ضد المُجتمع المسيحي والتي تُعد جرائم دولية، من خلال تحليل الأدلة الوثائقية، بالإضافة إلى توثيق إفادات الشهود والضحايا والناجين وقادة المُجتمع وغيرهم. هذا ويبحث هذا التحقيق أيضاً في تدمير التراث الثقافي المسيحي والكنائس من قبل تنظيم داعش.
المُجتمع الشيعي
يركّز فريق يونيتاد من خلال بعض مسارات تحقيقاته الأساسية، على الجرائم المرتكبة بحقّ المجتمع الشيعيّ في العراق، وبالتحديد من خلال التحقيقات في هجماتٍ مختلفة في عدة مواقع، بما في ذلك بادوش وتكريت والموصل وتازة خورماتو. وقد تشير هذه الجرائم الفظيعة التي استهدف فيها تنظيم داعش الشيعة في العراق على وجه التحديد، إلى نمط يعكس نية تنظيم داعش للإبادة الجماعية ضد المجتمع الشيعيّ، وهي مسألة قانونية يهدف الفريق إلى النظر فيها بشكل متعمق.
التحقيق في مجزرة أكاديمية تكريت الجوية (مجزرة معسكر سبايكر)
يغطي هذا المسار الأساسي من التحقيق الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في تكريت والعلم والمناطق المحيطة بها بين حزيران/يونيو لعام 2014 وآذار/مارس لعام 2015، بما في ذلك القتل الجماعي لمنتسبي أكاديمية تكريت الجوية (معسكر سبايكر) في شهر حزيران/يونيو 2014.
خلُصَ فريق التحقيق (يونيتاد) إلى أن القتل الجماعي لمنتسبي أكاديمية تكريت الجوية يرقى إلى أربع فئات من جرائم الحرب وهي (القتل والتعذيب والمعاملة القاسية والاعتداء على الكرامة الشخصية)، وأن نشر مقاطع فيديو لتنظيم داعش تتعلق بهذه الهجمات قد يرقى إلى جريمة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية بحقّ المُسلمين الشيعة.
نشر فريق التحقيق (يونيتاد) في شهر حزيران/يونيو 2022، فيديو عن التحقيقات في مجزرة أكاديمية تكريت الجوية.
التحقيق في هجوم تنظيم داعش على سجن بادوش
يحقق الفريق في هجوم تنظيم داعش على سجن بادوش بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2014، حيث قام التنظيم بفصل السجناء الشيعة في عدة مواقع للإعدام حيث أطلق النار عليهم بشكلٍ جماعي. وخلُصت نتائج التحقيق إلى أن ما يقرب من 1000 سجين شيعي أعدموا نتيجةً لذلك.
بفضل عمليات التحقيق والدعم المقدم لعمليات التنقيب في المقابر الجماعية، تم استخراج ما يقرب من 600 جثة وأعيدت الرفات إلى ذويهم في عام 2023 للدفن بشكل لائق وكريم ، بينما يجري العمل للتعرف على المزيد باستخدام تحليل الحمض النووي لتحديد هوياتهم. كما تم اكتشاف مقابر جماعية أخرى ذات صلة بتلك الجريمة، ثانوية وأصغر حجماً، لم يتم استخراج رفات الضحايا منها بعد.
المجتمعات الكاكائية والشبكية والتركمانية
يحقق فريق (يونيتاد) في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمعات الكاكائية والشبكية والتركمانية في العراق، بما في ذلك الهجمات المُحددة على مواقع التراث الثقافي وحملات القتل والاختفاء القسري التي استهدفت هذه المجتمعات على وجه التحديد. ويشمل ذلك تكثيف التحقيقات في جرائم تنظيم داعش بحقّ النساء التركمانيات الشيعة، وتحقيقات متقدمة في النزوح القسري بالإضافة إلى النهب واستخدام المتفجرات، بما في ذلك الأفخاخ ضد المجتمع الكاكائي.
المجتمع السُني
يمتد نطاق التحقيقات هذا ليشمل استهداف العشائر التي رفضت مبايعة تنظيم داعش أو قاتلتهُ، والذين تعامل معهم التنظيم باعتبارهم مُرتدين. كما تشمل جرائم تنظيم داعش التي استهدفت مُنتسبي القوات الأمنية العراقية، بالإضافة إلى جرائم التنظيم بحقّ أفراد قوات الصحوة وعائلاتهم، وجرائمه بحقّ المدنيين في محافظة الأنبار (وخاصة قضاء هيت والمناطق المحيطة، والرمادي والمناطق المحيطة، والأنبار الغربية)؛ وكذلك تدمير مواقع التراث الثقافي السُنية.
التحقيق في الجرائم المُرتكبة في الموصل وحولها
عزّز فريق التحقيق (يونيتاد) تحقيقاته في الجرائم التي ارتُكِبت خلال سيطرة التنظيم على الموصل، بهدف تقييم الصورة الكاملة حول قيادة تنظيم داعش وهيكلهُ الهرمي في كل من الموصل وتلعفر، وكذلك الوقوف على نطاق الجرائم التي ارتُكبت في الموصل، كونها ما يُسمى بعاصمة الخلافة لتنظيم داعش في العراق.
التحقيق في تطوير تنظيم داعش للأسلحة الكيميائية واستخدامها
تشمل تحقيقات فريق (يونيتاد) في برنامج الأسلحة الكيميائية لتنظيم داعش في العراق تطوير وبحوث وتصنيع الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى استخدام التنظيم للأسلحة الكيميائية في هجومه على المدنيين في العراق والقوات العسكرية التي قاتلت التنظيم خلال الفترة 2014-2017.
وفي إنجازٍ بارزٍ لخط التحقيقات هذا، قدم فريق التحقيق (يونيتاد) إلى القضاء العراقي تقريراً شاملاً في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، يوثق الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش خلال هجومه بالأسلحة الكيميائية على تازة خورماتو بتاريخ 8 آذار/مارس 2016، والذي استهدف بشكلٍ خاص سكان هذه البلدة، وغالبيتهم من الشيعة التركمان .
تدمير تنظيم داعش للتراث الثقافي والديني
يحقق فريق التحقيق (يونيتاد) في تدمير المواقع الثقافية والدينية من قبل تنظيم داعش في العراق من خلال منهج شامل يغطي المواقع الدينية وأيضاً غير الدينية بشكل يشمل جميع المجتمعات المتضررة في العراق.
ومن خلال العمل على هذا الخط للتحقيقات، يقوم الفريق بتحليل المعلومات حول قيادة تنظيم داعش وهيكله الهرمي، والمعلومات التي تؤشر على النيّة المُتعمدة لاستهداف المواقع الثقافية والدينية. حيث قام التنظيم إما بتدمير المواقع الدينية والثقافية عمداً، أو بالاستيلاء عليها واحتلالها ، أحياناً لأغراض لوجستية أو عسكرية أو إدارية، بشكل أنزل أضراراً جسيمة بتلك المواقع.
التحقيق في الجرائم المُرتكبة بحقّ النساء والأطفال
يهدف محققو فريق يونيتاد، من خلال وحدة تحقيق مواضيعية مُخصصة للجرائم القائمة على النوع الاجتماعي والجرائم ضد الأطفال، إلى توثيق وجمع الأدلة المتعلقة بجميع أشكال العنف الجنسي، وجميع جرائم تنظيم داعش ضد الأطفال، والجرائم الأخرى ذات الصلة، والتي تغطي جميع المجتمعات المتضررة في العراق. ويشمل ذلك، التحقيق في الاسترقاق الجنسي والاعتداء والاغتصاب والزواج القسري الذي تعرضت له النساء والفتيات، والتجنيد القسري للأولاد الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً واستخدامهم في القتال، فضلاً عن الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي.
نشر الفريق في شهر كانون الثاني/ ديسمبر 2023، تقريراً عن العنف الجنسي الذي ارتكبه تنظيم داعش في العراق بحقّ النساء والفتيات خلال السنوات 2014-2017.
التحقيق في الهياكل الاقتصادية والجرائم المالية لتنظيم داعش
يعمل فريق التحقيق (يونيتاد)، من خلال، "وحدة الجرائم الاقتصادية" المتخصصة، على التحقيق في الجرائم المالية لتنظيم داعش والبنية الاقتصادية للتنظيم، مع التركيز على الهيكل المالي والقيادي للتنظيم وكيفية دعمه للعمليات الحربية وارتكاب الجرائم الدولية.
ركزت بعض مسارات التحقيق على الشبكات المالية التي سمحت لتنظيم داعش بتحويل الأموال داخل العراق وخارجه، وأيضاً على تحليل بعض دواوين تنظيم داعش المسؤولة عن إدارة الأموال، بما في ذلك "ديوان الجند".
وفي إطار هذا التحقيق، قام الفريق في شهر شباط/فبراير لعام 2024، بتسليم تقرير تقييم القضية إلى القضاء العراقي حول هيكلية "ديوان بيت المال" لدى تنظيم داعش.