التعاون بين فريق التحقيق (يونيتاد) – و جامعة ستانفورد

تقوم ولاية فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية / داعش - (يونيتاد) على تقديم المساعدة اللازمة لمساءلة افراد تنظيم الدولة الإسلامية عن الجرائم  ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي أُرتُكبت في العراق؛ من خلال جمع وحفظ وتخزين الأدلة وفقا للمعايير الدولية. ونظراً للتجارب المؤلمة التي عانى منها الضحايا والشهود بسبب جرائم تنظيم الدولة الإسلامية؛  اعتمدت وحدة دعم وحماية الشهود (WPSU) التابعة لفريق التحقيق (يونيتاد) وتماشيا مع المعايير الدولية؛ نهجاً -مرتكزاً على الضحايا في استراتيجيتها لضمان عدم إلحاق المزيد من الضرر بالشهود اثناء المقابلات التي تتضمن جمع أدلة الشهادة.

إن برنامج حقوق الإنسان لمعالجة الصدمات النفسية الذي تقدمه جامعة ستانفورد- أحد الشركاء الذين يتعاون معهم فريق التحقيق (يونيتاد) في دعم أنشطته التحقيقية ضمن إطار سلسلة من الفعاليات التي تشمل تدريب المحققين للعمل مع الناجين من الصدمات النفسية الحادة وفق أفضل الممارسات؛ وتقديم التقييم النفسي من قبل مختصين (حسب الحاجة)؛ بالإضافة الى جمع بيانات الصحة النفسية؛ حيث إن هذه الأنشطة تقع ضمن منهجيات وحدة دعم وحماية الشهود (WPSU)  التابع لفريق التحقيق (يونيتاد) في تنفيذ أنشطتها.

"هنالك عدد جسيم من المجتمعات المتضررة بالصدمات الناجمة عن انتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم" في حديث البروفسور ديفيد كوهين مدير مركز حقوق الإنسان والعدالة الدولية "يضاف الى ذلك الأدلة المتنامية التي تثبت أن مثل هذه الصدمات تساهم بشكل رئيس في الاضطرابات الصحية-البدنية والنفسية الكبرى؛ فضلاً عن النتائج السلبية الخطيرة مدى الحياة، فإن غاية البرنامج بالدرجة الاساس هي تعزيز المساءلة، وإعلام عمليات العدالة، ومناصرة الضحايا والناجين من انتهاكات حقوق الانسان؛ وهذه هي المجالات الأكثر أهمية"

وفي  هذا السياق . عقد فريق التحقيق (يونيتاد) -بالاشتراك مع كلية حقوق الإنسان / جامعة ستانفورد - دورة تدريبية سياقية مؤلفة من 7 وحدات مُوجّهة بالدرجة الأولى للمحققين والمحللين والمترجمين الفوريين، حيث إستعرضت أفضل الممارسات المُتَبَعة للعمل مع الناجين من الصدمات الشديدة. واستمرت للفترة ما بين الثلاثين من إبريل/نيسان – لغاية الثامن من مايو/أيار 2020 بقيادة وإشراف كبار أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة ستانفورد و رؤساء الوحدات في فريق التحقيق (يونيتاد). و تم اعداد هذا الدورة بالتعاون مع أخصائيين علم النفس السريري وخبراء الصحة النفسية في فريق التحقيق (يونيتاد) ، والكادر الأساس في برنامج حقوق الإنسان للصدمات النفسية ، المتضمن د. دارين ريتشرتر، و د. رايان ماتلو، و د. ليزا براون، و د. بيث ڨان شاك. وتضمنت مشاركات لضيوف من ذوي الاختصاص؛ منهم: مدير التحقيقات في فريق التحقيق (يونيتاد) ورئيسة وحدة الجرائم الجنسية والجرائم الجنسانية والجرائم ضد الأطفال. كما تضمنت مداخلات خاصة لضيوف الندوة. كلا من: د. نغم حسن، عالمة في أمراض النساء وناشطة أيزيدية، بالإضافة إلى مستشارة الشؤون الجنسانية وحقوق الطفل من آلية التحقيق المستقلة في ميانمار (IIMM).

وتناولت الوحدات التدريبية الـ7 آثار الصدمة على النفسية البشرية؛ الصدمة النفسية تبعاً للثقافة واللغة؛ المقابلة – باستخدام التقنيات-المدعومة للتعامل مع الصدمات النفسية اثناء مقابلة الشهود المستضعفين؛ وفئات معينة من السكان: كالعمل مع الشهود من الاطفال، والشهود من اولئك الذين تعرضوا للعنف الجنسي والعنف المرتكز على أساس جنساني ، والعمل مع السجناء ومرتكبي الجرائم، واولئك الذين يعانون من الصدمات الثانوية إضافة الى الرعاية-الذاتية لأعضاء فريق التحقيق. وحرصا على دعم المحتوى؛ فقد تم توفير مواد للقراءة من قبل جامعة ستانفورد و فريق التحقيق (يونيتاد). وتم تحديد كل وحدة تدريبية بمدة ساعة و20 دقيقة، حيث اعتمدت الجلسات منهاجا تعليميا فعالا، متمثلاً بـ التعليم الجزئي المستند على المناقشة. وصُمِمَت هذه الوحدات التدريبية لتشجيع مساهمات المحققين والمحللين وخبراتهم العملية ذات الصلة، فضلاً عن الخبرات المكتسبة في هذا المجال. وتسنى لأعضاء فريق التحقيق فرص عديدة لمناقشة القضايا ذات الأهمية، وتبادل المعرفة والفجوات المتعلقة بأعمال التحقيق مع الناجين من الأحداث ذات التأثير النفسي. وقد أغنت تلك المشاركات جلسات النقاش وكانت تجربة التعلم بمجملها ذات فائدة لجميع الاطراف. وكان من المقرر في بادئ الأمر أن تُعقَد التدريبات في العراق. وبسبب الظروف الاستثنائية التي تحيط بوباء COVID-19، تم إجراء التدريب بشكل افتراضي.

وعلى مدى التسعة أشهر الماضية، عمل خبراء الصحة النفسية في وحدة دعم وحماية الشهود (WPSU) التابعة لفريق التحقيق (يونيتاد) مع فريق برنامج حقوق الإنسان للصدمات النفسية لدعم تقديم تقييمات من قبل أخصائيين (بالطب النفسي والفحص النفسي للشهود) وساهموا في المناقشات حول أفضل الممارسات لجمع وتحليل بيانات الصحة النفسية. إن فريق التحقيق (يونيتاد) يضع باعتباره احتياجات الشهود بشمولية؛ حيث تم اتخاذ تدابير كافية لحماية السلامة البدنية والنفسية للضحايا والشهود ، ورفاههم وكرامتهم، وضمان احترامهم، وتقديم المساعدة المناسبة، مع الاخذ بعين الاعتبار الحساسية اتجاه الاحتياجات الخاصة، والموافقة والحق في المعلومات. كما طور فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية / داعش - (يونيتاد) ممارسات وأساليب العمل فيما يتعلق بإجراء المقابلات مع ضحايا العنف الجنسي والعنف الجنساني، والعنف ضد الأطفال، وكيفية تحديثها بتقدم التحقيقات. وبالتعاون مع السلطات العراقية ذات الصلة، يستكشف الفريق الطرق والأساليب التي بموجبها يتم تنفيذ واعتماد تدابير الحماية ضمن السياق  المحلي في العراق.

إن اخصائيي النفس السريريين في فريق التحقيق هم من ذوي الاختصاص والخبرة في مجال الصحة النفسية، وعلى احتكاك دائم مع أشخاص ومجموعات مستضعفة، مثل ضحايا العنف الجنسي، الأطفال والبالغون الذين أصيبوا بصدمات نفسية، ظمن نظام العدالة الجنائية. حيث يلعبون دورا حاسما في تحديد  وابداء النصح في التدابير المتبعة لاستحصال شهادة الشهود في بيئة آمنة ومطمئنة عاطفيا إلى أقصى حد ممكن، والحيلولة دون التعرض الى المزيد من الضرر. كما يقومون بتدريب موظفي الفريق على المسائل المتعلقة بالصحة النفسية للشهود والضحايا والدعم النفسي-الاجتماعي، والاذى والصدمات النفسية الثانوية، ولا سيما فيما يتعلق بالاطفال والبالغين، الناجين من العنف الجنسي الناجم عن الصراعات وغيرهم من المجاميع المستضعفة.

إن نتائج الصحة النفسية ورفاهية المجتمعات الناجية ــ سواء كانت مسيحية أو كاكائية أو شبكية أو شيعية أو سُنّية أو تركمانية أو ايزيدية ــ تقع في صميم جهود فريق التحقيق. "لطالما اعجبت بالخبرة المهنية والاحترافية التي يُبديها الكادر التدريسي والعاملين في مؤسسة حقوق الإنسان بقيادة الدكتور ريتشرتر، بما في ذلك في الوقت الذي قضيناه معاً في بغداد في العام الماضي" نقلا عن المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق كريم أحمد خان. حيث اضاف "إن التعامل مع سيكولوجية الصدمات يشكل جزءاً بالغ الأهمية من تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد)؛ لما فيها من عواقب خطيرة قد تترتب على الضحايا والناجين، فضلا عن المحققين أنفسهم؛ إن أخصائيين علم النفس في فريق التحقيق قد جلبوا وافراً من الخبرة في مجال الصحة النفسية والخبرات في التعامل مع الصدمات النفسية وعلم النفس التثاقفي. حيث ساهم التعاون مع برنامج حقوق الإنسان للصدمات النفسية في تعزيز المساعدة المقدمة إلى التحقيقات وعَكسَ النهج -المرتكز على الناجين والذي اعتمده فريق التحقيق منذ الاضطلاع بتحقيقاته".

وستستمر الشراكة مع برنامج حقوق الإنسان للصدمات النفسية خلال العام، حيث سيتضمن ذلك صياغة دليل ميداني للمحققين يعكس أفضل الممارسات الدولية للعمل مع الناجين من الصدمات النفسية الحادة، مع التركيز على الأطفال والناجين من الجرائم الجنسية والجرائم الجنسانية.