القيادات الدّينية والأطراف الفاعلة تُرحّب بالإعلان المُشترك بين الأديان حول الضحايا والناجين من جرائم داعش

UNITAD - UNOSAPG Interfaith Event (Arabic Subtitles)

رحّب ما يزيد عن 150 من القيادات الدّينية والأطراف الفاعلة اليوم بالخطوة عظيمة الشأن التي اتخذها ممثلو المجتمعات المسيحية والكاكائية والشيعية والسنيّة والأيزيدية في العراق من خلال تبني البيان المُشترك بين الأديان بخصوص الضحايا والناجين من جرائم داعش في شهر آذار/مارس 2020. وجرت هذه الفعالية ضمن مؤتمر عبر الإنترنت وشارك في استضافتها كُلّ من مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية في الحماية، وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، ومنظمة أديان من أجل السلام.

هذا وقد رحّبت الأوساط الدينية العالمية بهذا البيان التاريخي الذي قام من خلاله قادة جميع الأديان الرئيسية في العراق معاً بالتنديد بأفعال تنظيم داعش وأكّدوا على دعمهم الكامل للضحايا وللناجين ولعائلاتهم، وكذلك أكّدوا مجدداً على التزامهم في توفير كافة أشكال الدّعم المُمكنة لضمان مُساءلة أفراد داعش المسؤولين عن هذه الجرائم. وفي هذه الندوة التي تم عقدها عبر الإنترنت، تمّ أيضاً بحث دور القيادات الدّينية والأطراف الفاعلة في العراق والمنطقة في تعزيز جهود المُساءلة الدولية والوطنية على نطاق أوسع عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش والجماعات الأُخرى في العراق، والمُساهمة في الحؤول دون وقوع جرائم بشعة وإرساء مجتمعات تنعم بالسلم والشمولية والعدالة.

هذا وقد شارك في هذا المحفل الأطراف التي وقّعت على البيان إلى جانب قيادات دينية من الدّول الأعضاء، وذلك بغية التفكير ملياً في كيفية تحويل المبادئ التي اشتملت عليها هذه الوثيقة إلى أفعال، وكيفية تسخير القوّة المعنوية للأطراف الدّينية الفاعلة العالمية في مكافحة التطرف المُتسم بالعنف والجرائم البشعة. وشدد المشاركون جميعاً على رفضهم لعنف تنظيم داعش وعلى أهمية جميع الطوائف الدينية في العراق وعلى الصعيد العالمي لتعزيز حوارهم وتعاونهم من أجل تعزيز التفاهم والتعامل مع إرث جرائم تنظيم داعش ومنع الجرائم الفظيعة. كما شدد المشاركين جميعاً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن جرائم تنظيم داعش وفقاً لسيادة القانون من أجل إرساء أساس للمصالحة والسلام.

وشدد المُستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد) على أنّ البيان المُشترك بين الأديان يُشكّل "مثالاً قويّاً لكيفية استخدام وحدة القيادات الدّينية في كشف أفعال تنظيم داعش بكونها تُخالف المبادئ الأساسية للإنسانية وأنّها مُجرّدة من أي أساس في الأديان. إنّ هذا النبذ الجماعي لأيديولوجيتهم يجب أن يكون بمثابة مثال يُحتذى على الصعيد العالمي حول كيفية لعب القيادات الدينية دوراً رئيسياً في الحدّ من انتشار التطرّف المُتسم بالعنف."

وأفاد المُستشار الخاصّ السيد أداما ديينغ قائلاً: "لقد اختبر المُجتمع العراقي الثمن الباهظ المُترتب عن عدم مُعالجة المظالم طويلة الأمد، وعليه بالتالي العمل على بناء وتعزيز إرساء مجتمع يتسم بالشمولية، لا يُنظر فيه إلى احترام التنوع على أنّه عيب بل على أنّه ذخر له. وإنني أرى بأنّ البيان المُشترك بين الأديان في العراق يُشكّل خطوة هامّة في هذا الاتجاه."

وقالت الدكتورة عزّة كرم، الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام: "لكون القيادات الدينية تتمتع بنبرة نبوية وأخلاقية لا تُضاهى، فإنّ نواياهم الموحدة وبيانهم المُشترك يُمكن أن، بل وسوف، يُعيد توجيه مسار الإنسانية نحو التعافي والتعايش السلمي في عالمنا".

وتُمثّل هذه الندوة المنعقدة عبر الإنترنت الخطوة الأولى نحو عملية تنفيذ البيان المُشترك بين الأديان بخصوص الضحايا والناجين من جرائم داعش، وسوف يلي هذه الندوة فعالية ستُقام في بغداد، وسوف يتم تنظيم إجرائها في وقت لاحق من هذا العام.