المستشار الخاص لفريق التحقيق (يونيتاد) كريستيان ريتشر في إحاطته لمجلس الأمن: خطوات سريعة الوتيرة للفريق لدعم فرص تحقيق العدالة في العديد من الدّول

بغداد، 8 كانون الأول/ديسمبر 2022 – قدّم المستشار الخاص، السيد كريستيان ريتشر، إحاطته إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مطلع هذا الأسبوع حول التقرير التاسع لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش (يونيتاد).

وألقى المستشار الخاص ريتشر الضوء على تواصل انخراط الفريق مع النظراء العراقيين خلال الفترة التي يشملها التقرير، مؤكدا : "إنّ اعتبارات وشواغل جميع المكونات المُتضررة جرّاء جرائم تنظيم داعش في العراق تبقى في طليعة أعمال التحقيق التي يضطلع بها الفريق."

وكما أوضح المستشار الخاص ريتشر، فقد اشتملت الشراكة المُستمرة مع العراق على عدّة مجالات؛ من ضمنها الدّعم الدؤوب لتعزيز قُدرات القضاة العراقيين، فضلاً عن دعم أعمال التنقيب في العديد من المقابر الجماعية ذات العلاقة بجرائم تنظيم داعش في العراق وفقاً للخطة المُتفق عليها مع حكومة العراق والشُركاء الدوليين، وأيضا العمل المتعلق بحفظ الأدلة بشأن جرائم تنظيم داعش، حيث تمكّن الفريق "حتى اليوم من رقمنة 5.5 مليون صفحة مادّية مِن الأدلة الوثائقية إلى صيغ رقمية قابلة للاستخدام. ويواصل الفريق دعم العمل الخاص برقمنة الوثائق في ستة مواقع مُختلفة مِن العراق، بِمُعدّل مائة ألف (100000) صفحة في الأسبوع الواحد تقريباً،" بحسب ما أفاد المستشار الخاص ريتشر.

هذا وقد سرد المستشار الخاص نقاط التقدّم الرئيسي المُحرز في تحقيقات الفريق خلال الأشهر الستة المُنصرمة، والتي تضمنت جهود فريق التحقيق (يونيتاد) المستمرة  لمُحاسبة تنظيم داعش على الجرائم الدولية التي ارتكبها في العراق، ولا سيّما فيما يتعلق بإتمام تقييم القضية التي تُركّز على الجرائم التي ارتُكبت بحقّ المكوّن المسيحي في العراق، والتي أثبتت النتائج الأولّية للتحقيقات أنها تُشكّل جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب. وذلك بالإضافة إلى التقدم في التحقيقات حول تطوير واستخدام الأسلحة الكيميائة والبيولوجية من قِبَل تنظيم داعش، مع إيلاء تركيز خاصّ على الهجمات التي ارتُكبت في تازة خورماتو بتاريخ 8 آذار/مارس 2016، والتي أسفرت عن كميات كبيرة من الأدلة من ساحة المعركة.

وأفاد أيضاً أنّ فريق التحقيق (يونيتاد) بدأ بإحراز تقدمٍ بتحقيقاته المتعلّقة بتدمير الإرث الثقافي في العراق على أيدي تنظيم داعش، حيث تُمثّل تلك التحقيقات سابقةً في سياق التحقيق في الجرائم الدولية الكبرى. وتظهر الأدلّة التي جُمعت إلى الآن أنّ المواقع الدينية والثقافية إما دُمِّرت عَمْداً من قبل التنظيم، أو تمّ الاستيلاء عليها واحتلالها أحياناً لأغراض عسكرية. وأضاف المستشار الخاص قائلاً: "هذا  العمل الجاري سينتج عنه تقرير للوقوف على حالة هذه الجرائم، مما يُعطي صورة مُفصّلة عن هذا الجانب من جرائم التنظيم البشعة؛ والتي استهدفت تاريخ وثقافة العراق، واستهدفت الإنسانية بأجمعها."

وبتسليطه الضوء على "المرحلة المحورية" في ولاية فريق التحقيق (يونيتاد)، أشار المستشار الخاص إلى أنّ الفريق " قَد وصلَ إلى المرحلةِ التاليةِ على طريقِ مُحاسبةِ مُرتكبي الجرائِمَ من جانب عناصر تنظيم داعش عن الجرائمِ الدوليةِ التي ارتكبوها."، موضحاً أنّه "في الوقتِ الذي يواصِلُ فيه فريقُ التحقيقِ (يونيتاد) إيلاء مُستوى الالتزامِ ذاته لمساراتِ التحقيقِ التي يضطلعُ بِها وأنشطة تعزيز القدرات، فأنه سينتَقِل نحو تقديم دعمٍ منهجيّ أقوى لإجراءاتِ المُساءلة للأفراد الذين يُزعم أنهم مِن أعضاء تنظيمِ داعش، عن الجرائمِ الدولية لتتم مُحاكمتهم أمام المحاكمِ المُختصة."

وأكّد المستشار الخاص على حاجة العراق لتبنّي تشريعٍ على المستوى المحلي "بشأن الجرائم الدولية الأساسية، مثل جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية،" في حين حثّ مجلس النوّاب العراقي على أخذ هذا الأمر بالإعتبار مشيراً إلى أنّ فريق التحقيق (يونيتاد) يأمل أن يسهم تشكيل الحكومة الجديدة في العراق في دفع عجلة تحقّق ذلك المسعى.

كما صرّح أيضاً أن: "مشاركة المعلومات مع القضاء العراقي لِدعم أعمال التحقيق والإجراءات القضائية الجارية تعني أكثر بكثير من مجرد تسليم صندوق ضخم من مواد الأدلة التي يمكن مقارنتها بالآلاف بل والملايين من قطع الأحجية. إنّ تعزيز المُساءلة عن الجرائم الدولية المرتكبة من جانب تنظيم داعش في العراق، يعني تقديم مساعدة مُصممة حسب احتياجات قاضي التحقيق أو المحكمة المعنية، وقد يتعلق ذلك بمشاركة المعلومات الاستدلالية ويمكن أن يتضمن أيضاً تدريبات مُحددة وتبادل الخبرات وفضلى الممارسات، مِن حيث التعامل مع هذا الحجم الهائل من الأدلة الموجودة بالفعل في حوزة القضاء العراقي."

وفي الختام، ذكّر المستشار الخاص ريتشر بأنّ فريق التحقيق (يونيتاد) كان قد تأسّس بموجب قرار مجلس الأمن بغية ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم الأبشع في العراق مِن عناصر تنظيم داعش ومقاضاتهم أمام المحاكم  وضمان تحقّق العدالة؛ مشدّداً على أنّ الفريق "يمضي الآن بوتيرةٍ أسرع لتقديمِ المساعدةِ لفُرصِ تحقيق العدالةِ ازاء الجرائم التي ارتكبها عناصر تنظيم داعش متى ما وحيثما طَرأت مثل هذه الفرص، وبِغضِّ النظّرِ عن مكانِ تواجدِ مرتكبي الجرائمِ. ولن يدخر فريقُ التحقيقِ (يونيتاد) جهدا لضمان تحقيقِ العدالةِ لآلافِ الضحايا والناجينِ مَمن ينتظِرونَ بِفارغِ الصّبرِ نُصرةَ حقِهم في يوم مشهود عبر المحاكمات."

النص الكامل للإحاطة هنا

********************************************************

لمزيد مِن المعلومات يرجى الاتصال بالسيدة (مها ظاهر) المسؤولة الإعلامية لدى فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة مِن جانب داعش (يونيتاد) على عنوان البريد الإلكتروني:

UNITAD-PIO@un.org