بيان المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد) كريستيان ريتشر بشأن زيارته للأنبار

الأنبار، 25 أيار/مايو 2023: أزور الأنبار اليوم برفقة وفدٍ من فريق التحقيق (يونيتاد)، حيث نعمل على واحد من تحقيقاتنا الأساسية في جرائم تنظيم داعش، وهي تلك التي ارتكبت بحقّ السنّة في العراق.

مع ترسّخ العنف في صميم أيديولوجيته، استهدف تنظيم داعش بهجماته المروعة العراق وشعبه من جميع الطوائف، وتراثه الثقافي والديني. وكما هو الحال في أنحاء أخرى من العراق، وبحسب النتائج التي توصلنا إليها، فقد استهدف تنظيم داعش جميع شرائح المجتمع العراقي في الأنبار، بما في ذلك القبائل السنيّة التي رفضت تقديم البيعة لحكم تنظيم داعش وما فرضه من إرهاب، ما أدى إلى وصفهم بالمرتدين الذين يستحقون الإعدام من قبل التنظيم. وخلال الفترة التي سيطر فيها تنظيم داعش على محافظة الأنبار أمعن في القتل والتغييب القسري الذي طال عدداً كبيراً من رجال العشائر والنساء والأطفال.

تشمل تحقيقاتنا الجارية أيضاً تدمير تنظيم داعش وتدنيسه للأماكن الدينية مثل ضريح ومسجد عبد الله بن المبارك، أحد أبرز الشخصيات السنيّة التاريخية التي تحظى باحترامٍ واسع. وبهذه الأعمال، أثبت تنظيم داعش، مرة أخرى، أنّ هجماته لا صلة لها بالدين، بل تستند على توجهاته الملتوية، التي لا علاقة لها بدين أو معتقد، بل ترتكز هذه الأعمال على الكراهية واللاإنسانية.

تواصل فرقنا العمل بلا هوادة للكشف عن نطاق هجمات تنظيم داعش التي استهدفت جميع أولئك الذين وقفوا بوجه التنظيم، ويتضمن الفريق وحدة تحقيق مخصّصة معنية بجرائم داعش ضدّ المجتمع السنّي.

ويشمل ذلك إجراء مقابلات مع الشهود والناجين وتقديم الدعم لأعمال التنقيب في مواقع المقابر الجماعية. بالإضافة إلى ذلك، أطلق خبراؤنا مؤخراً مشروعاً للرقمنة مع محكمة الأنبار الجنائية لرقمنة وحفظ سجلات المحاكم والقضايا المتعلقة بجرائم تنظيم داعش. ويسهم هذا العمل في رسم الصورة الكاملة لإجرام التنظيم ويعزز خطوط التحقيق المختلفة لدى الفريق.

وسنواصل هذه التحقيقات، بهدف إثبات التوصيف القانوني للجرائم التي ارتكبها أعضاء تنظيم داعش باعتبارها جرائم دولية، أي جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وإبادة جماعية.

من جهة اخرى يجب أن أؤكّد أنّ عمل فريق التحقيق (يونيتاد) في الأنبار لم يكن ليكون ممكناً بدون التعاون الوثيق مع مجتمعات الضحايا والناجين، وكذلك نظرائنا العراقيين بما في ذلك القضاء العراقي. وأتوجه بالشكر من جديد للمَجمع الفقهي العراقي على دعمه المستمر، وأثني على موقف المَجمع الحازم ضد تنظيم داعش.

لجميع العائلات المكلومة التي استقبلتني وفريقي اليوم، والتي لطالما انتظرت الكشف عن الحقيقة الكاملة، وانتظرت أن تتحقق العدالة حول الجرائم التي ارتكبت بحقهم وحق أبنائهم، أقول، لهم إن مساعيكم نحو العدالة في صميم عملنا دوما.

إنّ إحياء ذكرى ضحايا داعش من السنّة يتوافق مع مبدأنا الراسخ بأنه لا يوجد تسلسل هرمي للضحايا؛ فكل فرد من الضحايا، من جميع المجتمعات المتضررة، مهمّ. إنّ إحياء الذكرى ليست الطريقة الوحيدة التي نكرم بها الضحايا وأسرهم، بل يتحقق ذلك من خلال العدالة الحقيقية والمساءلة عن الجرائم العديدة التي ارتكبها أعضاء تنظيم داعش.

ومن خلال زيارتي اليوم، أكرر التزام فريقي بمواصلة عمله لإثبات الحقيقة والسعي للعدالة لجميع الضحايا، بمن فيهم السنّة. نحن هنا بينكم وسنواصل العمل بشكل مشترك مع الجميع لتلبية دعواتكم لتحقيق العدالة.

 

***********************************************

 

لمزيدٍ مِن المعلومات، يرجى التواصل مع المسؤولة الإعلاميّة (مها ظاهر)

فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)،

البريد الإلكترونيUNITAD-PIO@un.org