مراجع دينية عراقية تتبنى بياناً مُشتركاً بين الأديان بخصوص ضحايا تنظيم (داعش)

أشاد وكيل الأمين العام والمُستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما دينغ، والمُستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأُمم المُتّحدة لتعزيز المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش/تنظيم الدّولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (يونيتاد)، السيد كريم أسعد أحمد خان، بالقيادات الدينية في العراق على تبني البيان المُشترك بين الأديان بخصوص ضحايا تنظيم (داعش).

و كان هذا البيان ثمرة لقاءات مُكثّفة مع مراجع دينية في العراق أجراها فريق التحقيق (يونيتاد) واستمرت أثناء الزيارة التي أجراها السيد دينغ إلى العراق في الفترة من 1 – 6 آذار/مارس. إن هذا البيان هو الأول من نوعه الذي تقوم فيه قيادات دينية عراقية بالمصادقة الرسمية على بيان حول أهمية العدالة وحقوق الضحايا والناجين جرّاء جرائم تنظيم (داعش). هذا وقد رحب كُلّ من وكيل الأمين العام السيد أداما دينغ والمستشار الخاص السيد كريم خان باعتماد هذا البيان من قِبَل سماحة الشيخ أحمد حسن الطه، رئيس المجمع الفقهي العراقي، والمرجع الديني سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وسماحة بابا شيخ خرتو حاجي إسماعيل، القائد الروحي الأعلى للطائفة الأيزيدية، وغبطة البطريرك الكاردينال ساكو، بطريرك بابل للكلدان.

يُدين هؤلاء المراجع الدّينية، من خلال هذا البيان، وينبذون العنف الذي يمارسه تنظيم (داعش) لكونه يُخالف المباديء الأساسية لمُعتقداتهم الدّينية تماماً، كما يؤكدّ البيان بأنّ أفراداً من جميع الأديان في أنحاء العراق قد تضرروا جرّاء الجرائم التي ارتكبها تنظيم (داعش)، وأنّه لا بُدّ من تقديم الدّعم لجميع الناجين ضمن سعيهم للسير قُدُماً في حياتهم بين أفراد مجتمعاتهم. كما أبرز البيان الأفعال البطولية التي هبّ أفراد من مجتمعاتهم للقيام بها دفاعاً عن أفراد من أديان وأعراق مُختلفة.

ولقد سُرّ كُلّ من وكيل الأمين العام السيد أداما دينغ والمستشار الخاص السيد كريم خان على نحوٍ خاص لتحدث القيادات الدينية بصوت واحد مُقرّين بالمعاناة الشديدة لأفرادٍ من مجتمعاتهم كانوا ضحايا للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومن تأكيدهم على التزامهم بضمان تقديم كُلّ الدّعم للناجين من تلك الجرائم، وبأنّهم لن يتعرضوا لأي شكل من أشكال الوصم. وبالإشارة إلى المعاناة الخاصة التي تحملها الأطفال المُتضررين من جرائم تنظيم (داعش)، أكّد المراجع الدّينيون بأنّه مهما أضطر هؤلاء الأطفال للمعاناة، فهم لا ذنب لهم وينبغي أن يتلقوا المحبة والعطف.

وكذلك أكّد البيان على ضرورة ضمان مُحاسبة أفراد تنظيم (داعش)، كُلّ على الجريمة التي ارتكبها، من خلال محاكمات عادلة أمام محكمة قانونية، وكذلك التحقيق في قضايا الأشخاص المُختفين والمخطوفين من قِبَل تنظيم (داعش). وبهذا الصدد، أكّد المراجع الدينيون على دعمهم جميعاً لعمل فريق التحقيق التابع للأُمم المُتّحدة لتعزيز المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش (يونيتاد).

وكذلك أكّد كُلّ من وكيل الأمين العام السيد أداما دينغ والمستشار الخاص السيد كريم خان بأن المصادقة الجماعية على هذا البيان تعكس الجهود المُشتركة للقيادات الدينية في السعي لتعزيز العدالة على الجرائم التي ارتكبها تنظيم (داعش)، وضرورة تحقيق العدالة والمساءلة كأولوية لازمة – فضلاً عن التعاطف والتضامن مع جميع الضحايا. ولقد أكدا عاى الدور الهام الذي يُمكن للقيادات الدينية لعبه في تعزيز قيام مجتمع ينعم بالسلم والشمولية، وأشارا إلى دور تلك القيادات الفعّال في ضمان تقديم الدعم الفعّال للناجين من جرائم تنظيم (داعش)، ومكافحة أيديولوجية الإرهاب وانعدام الثقة والخوف، وفي جمع الناس معاً على أساس مُشترك من الإنسانية.

وأشار المستشار الخاص السيد خان قائلاً: "يُشكّل هذا البيان لحظة هامة للغاية، إذ أنّه يُمثّل تجمعاً من القيادات الدينية من الطوائف المسيحية والسنية والشيعية والأيزيدية، وتوافقهم على قيم عالمية تمثلها وتدعمها كُلّ ديانة من هذه الديانات. إنّ تحقيق العدالة لضحايا تنظيم (داعش)، وتقديم الدعم للناجين وتفضيل التأكيد على إشراكهم ودعهم بدلاً من إقصائهم ووصمهم والإستهزاء بهم هي عناصر هامة لضمان دعم الناجين – سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً. وإنني ممتن تحديداً للقيادات الدينية على تأكيدها تقديم الدعم الصريح لفريق التحقيق (يوينتاد) وولايته والدفاع عن حق الضحايا والناجين في الحصول على العدالة."  

وأشار السيد دينغ قائلاً: "يُشكّل هذا البيان المُشترك بين الأديان رمزاً قويّاً للوحدة، ودعوة مُتجددة لتعميق الجهود الرامية إلى التصدّي للمخاوف المُثارة من جميع المواطنين العراقيين في مسعاهم لتحقيق مُستقبل لهم مع بعضهم البعض ويسوده السلام، وكذلك يُمثّل هذا البيان إقراراً قويّاً من جميع تلك المجتمعات الدّينية بأهمية مُحاسبة أفراد تنظيم (داعش) على جرائمهم المسؤولين عن ارتكابها."

تعبيراً عن انخراطه مع المراجع الدّينية في أرجاء مُختلفة من العراق أثناء زيارته، وتجسيداً لكلمة سماحة الشيخ أحمد حسن الطه عند توقيعه على البيان، أشار وكيل الأمين العام، السيد دينغ، أيضاً إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لضمان أن يتم تحقيق المُساءلة على جميع الجرائم المُرتكبة ضدّ أفراد من المجتمعات المحلية العراقية، وأشار إلى أنّه من شأن ذلك أن يعمل على تعزيز الأسس لإقامة علاقات تنعم بالاستقرار والسلم في أرجاء العراق، وأنّه بصفته المُستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، فإنّه سوف يستمر في التواصل مع الحكومات الوطنية وشركاء الأُمم المُتّحدة والأطراف الفاعلة الأُخرى من أجل تعزيز العدالة لجميع الضحايا وكذلك الإقرار بمعاناتهم.

عند المصادقة على البيان، أثناء لقاء مع وكيل الأمين العام السيد دينغ والمُستشار الخاص السيد كريم خان بتاريخ 6 آذار/مارس، وصف سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الإجتماع بكونه: "يوماً تاريخياً" ودعا المجتمعات الدينية الأُخرى للمصادقة أيضاً على هذا البيان. وفي نفس السياق، اقترح غبطة الكاردينال ساكو إجراء مؤتمر متابعة لزيادة أعداد المصادقين على هذا البيان من مجتمعات دينية أُخرى والبناء عليه. 

وأشار كُلّ من وكيل الأمين العام، السيد أداما دينغ، والمُستشار الخاصّ، السيد كريم خان، إلى أنّ تبني هذا البيان هو بداية عملية للانخراط والتواصل مع قيادات دينية أُخرى في العراق، وأكّدا على أنّ البيان سيبقى متاحاً للتوقيع وأن أي وكل قيادة دينية ترغب في الانضمام إلى هذا البيان وتنفيذ المباديء التي ينصّ عليها، مرحّب بهم بشدة للقيام بذلك.

 

 

      

 

Interfaith Statement on the Victims of Da'esh

Click below to see the full Statement and Signatures