من نحن

 سيطر تنظيم داعش بين حزيران/يونيو 2014 وكانون الأول/ ديسمبر 2017، على مناطق واسعة في العراق  حيث ارتكب جرائم بشعة، وأفعالاً قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.

وقد كشفت عمليات التحرير اللاحقة لهذه المناطق مِن سيطرة تنظيم داعش، عن وطأة جرائم التنظيم، وكشفت إفادات الشهود عن كم هائل من الأعمال الإجرامية المرتكبة بحقّ السكان الخاضعين لسيطرة التنظيم، بما في ذلك عمليات الإعدام والتعذيب وبتر الأطراف والهجمات العرقية والطائفية والاغتصاب والاسترقاق الجنسي الذي فُرض على النساء والفتيات. فقد أمسى آلاف الأطفال ضحايا وشهوداً، وجناةً بالقسر للفظائع التي اقترفها تنظيم داعش، وقد اُكتشفت حتى الآن العشرات من المقابر الجماعية التي تحوي رفات الآلاف من الأشخاص في المناطق التي  كانت تحت سيطرة التنظيم.

ومع طرد تنظيم داعش من معاقله في العراق، أكّد المجتمع الدولي على الأهمية الجوهرية لمحاسبة أعضاء التنظيم الأكثر مسؤولية على الجرائم الدولية التي ارتكبوها، بشكل يرتكز على التحقيقات والتحليلات الموضوعية القائمة على الأدلة. كما أكد المجتمع الدولي على أن استعراض الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش وتفاصيل وقائعها من خلال إجراءات جنائية عادلة ومستقلة، لهو ركن أساسي من أركان الجهود الرامية إلى دحر الأُسس الأيديولوجية لتنظيم داعش، وبالتالي الحد من قدرته على الانتشار.

وفي ذلك السياق، طلبت حكومة العراق من المجتمع الدولي بتاريخ 9 آب/أغسطس 2017، المساعدة في ضمان محاسبة أعضاء تنظيم داعش على الجرائم الخطيرة التي ارتكبها التنظيم في العراق. واستجابة لذلك الطلب، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار 2379، الذي  أنشأ  فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش (يونيتاد)، ونص على أن يرأسه مستشار خاص للأمين العام.

لقد عمل فريق التحقيق (يونيتاد) في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وبالتعاون الوثيق معها، وهو الأمر الذي ميز فريــق يونيتــاد من حيث  هــذا الشــكل الفريد  للتّعــاون علــى المســتوى المحلــيّ بيــن الدّولــةِ المُضيفــةِ و فريــق تحقيــق دولي.  

ففريق التحقيق (يونيتاد) هو فريق تحقيق مستقل ومحايد يهدف إلى تعزيز مساءلة أعضاء تنظيم داعش عن جرائمهم الدولية التي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفي بعض الحالات جرائم إبادة جماعية في العراق، حيثُ يُنفّذ فريق التحقيق ولايته من خلال:

  • التعاون الوثيق مع السلطات العراقية بما في ذلك رفد الخبرات  وتقديم المعدات لمختلف النظراء الوطنيين، ولا سيما القضاء العراقي، فضلاً عن بناء قدرات المتخصصين العراقيين في مختلف المجالات مثل أعمال التنقيب في المقابر الجماعية، والتعرّف على الرفات البشرية، والنهج الملم بالصدمات النفسية في التحقيقات، والبناء المشترك للقضايا وغيرها.
  • التحقيقات الهيكلية التي تغطي جميع المجتمعات المتضررة من جرائم تنظيم داعش،  استنادا على مبدأ عدم وجود  تدرج تفضيلي بين الضحايا،  بشكل يشمل  جميع المتضررين من جرائم التنظيم في العراق، بما في ذلك الأيزيديين والمسيحيين والشيعة والسّنة والشبك والكاكائيين والتركمان.
  • خطوط تحقيق مواضيعية شاملة من خلال وحدة الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي والجرائم ضد الأطفال التي ترّكز على جرائم التنظيم القائمة على النوع الاجتماعي، والجرائم التي تم ارتكابها ضد الأطفال، ووحدة الجرائم الاقتصادية التي تركز على البُنْية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش، والجرائم ذات الصلة.
  • النهج الملم بالصدمات النفسية في التحقيقات والذي يعتمد مركزية سلامة الضحية، وذلك من خلال وحدة مُتخصصة لحماية ودعم الشهود، والتي تعمل على دمج هذه النُهج في جميع جوانب عمل الفريق وتعميمها بين الشركاء وأصحاب المصلحة على المستوى الوطني.
  • إدارة الأدلة بما يتماشى والمعايير الدولية والتي من خلالها يضمن الفريق الالتزام بالمعايير الدولية والحفاظ على سلسلة الحيازة للأدلة بشكل سليم، بما يضمن مقبولية تلك الأدلة أمام المحاكم المختصة، حيثُ تعمل وحدة العلوم الجنائية لدى الفريق من خلال تسخير المعرفة والخبرة التقنية والجنائية والأنثروبولوجية، على جمع الأدلة وحفظها؛
  • تعزيز المساءلة عن جرائم تنظيم داعش الدولية في جميع أنحاء العالم؛ من خلال المؤتمرات الدولية وورش العمل والفعاليات الخاصة المشتركة التي يشارك العراق في استضافتها، ومن خلال الاجتماعات الثنائية؛
  • الانخراط المستمر مع المجتمعات المتضررة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك من خلال منتدى الحوار المشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمنظمات غير الحكومية.