في مراسم مهيبة، العائلات الأيزيدية تودّع ضحايا الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش

سنجار، العراق – 24 كانون الثاني/يناير 2024: ضمن مراسم مهيبة أُقيمت اليوم في سنجار، نظمت الحكومة العراقية إعادة رفات 41 ضحية أيزيدية تمّ التعرّف على هوياتهم بعد انتشال رفاتهم من مواقع مقابر جماعية في سنجار.

السيدة الأولى للعراق شاناز ابراهيم أحمد شاركت في هذه المراسم إلى جانب المسئولين من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وممثلين عن المجتمع الأيزيدي والسلطات المحلية بالإضافة إلى المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق  التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المُرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، السيد كريستيان ريتشر.

أعيدت رفات ضحايا جرائم تنظيم داعش مِن الأيزيديين إلى أقربائهم في سنجار ضمن مراسم دينية ورسمية، الأمر الذي من شأنه تمكين العائلات من دفن أحبائهم وفقاً لتقاليدهم. هذا وقد شارك في تشييع الضحايا الزعماء الدينيين الأيزيديين و المجتمع الأيزيدي، وعدد من أفراد الأسر اللذين قدموا من الخارج خصيصا للمشاركة في تلك المراسم.

من جهته قدّم المُستشار الخاص ريتشر، في كلمة ألقاها، أسمى آيات التعازي للناجين الأيزيديين وأُسر الضحايا، وحيا صمود المجتمع الأيزيدي، لا سيّما النساء الشُجاعات، اللاتي صممن  على دعواتهن للعدالة وكُنَّ شجاعاتٍ في تقديم شهادتهن  حول أهوال تنظيم داعش.

كما أشاد المستشار الخاص ريتشر بالسلطات الوطنية المختصّة والعمل المشترك مع الفريق والذي أثمر عن التوصّل لتحديد هوية الضحايا وضمان إعادة رفاتهم للدفن بشكل لائق وكريم. كما أشار إلى شراكة الفريق مع السلطات الاتّحادية العراقية والسلطات التابعة لحكومة إقليم كردستان وكذلك قيادة النظراء العراقيين المُختصين، وخاصةً دائرة حماية وشؤون المقابر الجماعية ودائرة الطبّ العدليّ.

هذا وقد سبق فعالية إعادة الرفات في سنجار مراسم رسمية أقيمت في بغداد بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير، ولقد تمّ فحص الرفات بدقة وتحديد هويات الضحايا من قبل دائرة الطبّ العدليّ من خلال تقنيات متقدّمة ومدعومة بأحدث المعدّات التكنولوجية، مما أفضى إلى إعادة الرفات. وقد دأب فريق التحقيق على دعم جهود دائرتي المقابر الجماعية والطبّ العدليّ في هذا الصدد، حيثُ قدّم المعدات والخبرات الفنية حيثما دعت الحاجة.

هذا وشدد المُستشار الخاص قائلاً: "إنّ دعم أعمال التنقيب عن المقابر الجماعية هو أمر جوهري ضمن عمل فريق التحقيق (يونيتاد)، في سياق  مسعانا المُشترك لتحقيق المساءلة والعدالة، حيثُ توفّر هذه العمليات الفرصة لتحديد مصير الآلاف من الضحايا، ، كما ترفد محفوظات أدلة الطبّ العدلي حول جرائم تنظيم داعش."

وللتعامل مع الآثار العاطفية والنفسية للحضور من الأسر والناجين، تمّ تقديم الدّعم النفسي الاجتماعي ميدانياً من قبل العديد من المنظمات الوطنية والدّولية المُختصَّة بما في ذلك الأخصائيين النفسيين المخضرمين لدى فريق التحقيق (يونيتاد)، الذين يعملون في إطار نهج الفريق الحازم المُلِمّ بالصدمات النفسية والذي يعتمد مركزية سلامة الضحية.

وفي حين أنّ هذه المراسم تمنح العائلات بعض السلوان، إلا أنها تُمثّل أيضاً تذكيراً بالعمل المهم سعيا لتعزيز المُساءلة. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، أكّد المستشار الخاص ريتشر قائلاً: "إننا نواجه اليوم أوقاتاً عصيبة، حيثُ يتوجب على العالم أجمع أن يتّحد لضمان إغلاق الملاذات الآمنة أمام جميع مرتكبي الجرائم البشعة لتنظيم داعش، وضمان تحقيق العدالة والمساءلة على هذا النحو من أجل إثبات أنّ الإفلات من العقاب ليس له مكان في عالمنا. إنها فرصتنا لنظهر للعالم كيف يمكن للعراق أن يكون مَهداً للتعافي من الانقسامات والتطرّف، من خلال اجراءات المُساءلة ومشاركة الضحايا في الإجراءات التي تتوافق والمعايير الدولية."

يمكنكم قراءة الكلمة الكاملة للمستشار الخاص ريتشر هنا.

 

************************************

لمزيدٍ مِن المعلومات، يرجى التواصل مع المسؤولة الإعلامية (مها ظاهر)

لدى فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) عبر البريد الإلكتروني

 UNITAD-PIO@un.org