اختتام المرحلة الثانية من اعادة رفات ضحايا تنظيم داعش الأيزيديين الى قرية كوجو

كوجو 12 كانون الأول 2021 – تمّ تحقيق بارقة من السلوى لمئات من العائلات الأيزيدية ومن الناجين، حيث أعاد كُلّ من الحكومة العراقية وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) رفات 41 من الضحايا الأيزيديين التي أُستخرجت من مواقع المقابر الجماعية في قرية كوجو.

جرت مراسم الدفن بتاريخ 09 كانون الأول/ديسمبر وحضرها ممثلون عن حكومة العراق الإتحادية وحكومة إقليم كردستان والسلطات المحلية والمستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد) السيد كريستيان ريتشر.

هذا وقد حضرت عائلات الضحايا والقادة الدينيون الأيزيديين ومملثو المجتمع المحلي وآلاف من الأيزيديين المراسم، حضر الكثير منهم من دول اخرى إلى كوجو لمنح أحبائهم دفناً لائقاً وفقاً لتقاليد دينهم وثقافتهم.

وقال أحد أقرباء الضحايا الذين تم تحديد هوياتهم: "إنّ وضع ذرات من التراب على رفات أحبائنا يُريحنا رغم أنه يؤلمنا؛لكننا اصبحنا نعلم الآن مصيرهم وأماكن قبورهم، وبهذا سنتمكن من زيارتهم والحداد عليهم."

حال وصوله إلى مدرسة كوجو حيث اقيمت المراسم، قدّم المستشار الخاص السيد ريتشر تعازيه للناجيات الأيزيديات ولعائلات الضحايا، وأكّد لهم أن فريق التحقيق يونيتاد سيستمر بالعمل بالشراكة مع دائرة الطب العدلي ودائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية لدعم عملية تحديد هوية رفات الضحايا بناءً على تحليل الحمض النووي وإعادة الرفات الى اقارب الضحايا.

وخلال كلمته أثناء مراسم الدفن، أشاد المستشار الخاص بعمل كل أولئك الذين قدّموا العون في تحديد هويات الضحايا، لا سيما عمل السلطات الإتحادية وسلطات إقليم كردستان، وأكّد المستشار الخاص مجدداً على إلتزام فريق التحقيق يونيتاد بمحاسبة الجناة من تنظيم داعش عن الجرائم التي اقترفوها ضد المكون الأيزيدي وضدّ جميع المكونات العراقية.

وأردف المستشار الخاص قائلاً: "إنّ صمود وعزم المجتمع الأيزيدي، وبالأخص صمود النساء والفتيات الأيزيديات في مطالبتهم لتحقيق العدالة ومحاسبة الهمجية المروعة لتنظيم داعش يُعتبر فعلاً أمراً مُلهماً."

و أقّر السيد ريتشر أن مجرى العدالة يسير ببطء ولكنه ألقى الضوء أيضاً على التقدّم الواضح الذي حققه فريق التحقيق يونيتاد خلال هذا العام. وأستذكر السيد ريتشر أن فريق التحقيق أبلغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شهر أيار من هذا العام أن الفريق قد وجد، إستناداً إلى أدلة واضحة ومقنعة، أن تنظيم داعش قد ارتكب جريمة إبادة جماعية ضد المجتمع الأيزيدي كجماعة دينية. وقد ألقى المستشار الخاص الضوء كذلك على إدانة أحد أفراد تنظيم داعش التي تمت مؤخراً في ألمانيا عن جريمة الإبادة الجماعية وكيف أنّها كانت "أول حُكم يصدر على هذه الجرائم ضد المكون الأيزيدي ويتم فيه تسمية هذه الجريمة بالإبادة الجماعية."

وقال المستشار الخاص: "سوف يواصل فريق التحقيق يونيتاد الإعتماد على هذه الشراكة الناجحة مع السلطات الوطنية، ومعكم أنتم أيتها المجتمعات المتضررة والمنظمات غير الحكومية؛ ليتسنّى لنا معاً التغلب على العديد من العقبات التي تواجهنا في تحقيق العدالة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش".

وحمل الجنود العراقيون كل نعش مزيّن بصورة لكل ضحية ومغطّى بالعلم العراقي إلى المكان المخصص للدفن، ومن ثمّ تمكّنت العائلات بعد ذلك اخيراً من توديع أحبائهم قبل دفنهم ليرقدوا بسلام.

وإستجابةً للتأثيرات العاطفية والنفسية التي من المتوقع أن تُلحقها مثل هذه الفعاليات بالعائلات والناجين، تمّ تقديم الدعم النفسي والإجتماعي في الموقع – وذلك بتيسير من فريق التحقيق يونيتاد وبقيادة المنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة يزدا، ومنظمة إيما، ومنظمة الأيزيدية الحرة، ومبادرة نادية، ومؤسسة الإغاثة المسيحية النرويجية. 

إنّ هذا التشييع ومراسم التأبين التي أٌقيمت في قرية كوجو، مدينة سنجار بتاريخ 09 كانون الأول 2021، هو المرحلة الثانية لإعادة رفات ضحايا تنظيم داعش ليتم دفنهم على نحوٍ لائق من قبل أقاربهم ومجتمعهم. هذا وكانت قد أٌقيمت المراسم الأولى في شهر شباط من هذا العام، تلت عمليات تنقيب واسعة النطاق لمقابر جماعية، بما في ذلك مقبرة صولاغ الجماعية التي يشار إليها غالباً بإسم مقبرة الأمهات.

ويتمّ التعرف على رفات الضحايا من خلال سلسلة من الحملات التي تُشجّع عائلات الضحايا على تسجيل أقاربهم المفقودين لدى السلطات الوطنية وتقديم معلومات وكذلك تقديم عينات مرجعية للحمض النووي لتحديد الهوية. وتنظم دائرة الطب العدلي حملة في قرية كوجو خلال الفترة من 10 إلى 15 كانون الأول 2021، حيث يتم تشجيع جميع الأقارب الذين لديهم أشخاص في عداد المفقودين على اغتنام الفرصة للمشاركة في هذه الحملات لتسريع عملية تحديد هويات المزيد من الضحايا، وخاصة الأقارب الذين جاؤوا من خارج البلاد، وكذلك يخطط فريق التحقيق يونيتاد لدعم حملة مماثلة للجالية الأيزيدية في برلين، بالتعاون مع السلطات العراقية.

إلى جانب كونها لحظة مهمة على طريق التعافي لأسر الضحايا، فإنّ تحديد هويات رفات الضحايا يساعد في بناء أدلة الطب الشرعي التي تربط الجرائم المرتكبة ضد هؤلاء الضحايا بجناة تنظيم داعش، وبالتالي يساعد في تحويل المسار من الإفلات من العقاب إلى تحقيق العدالة.

 

************************************

لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع السيد جورج فخري مدير المكتب الإعلامي لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة

عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش عبر البريد الإلكتروني:  georges.fakhry@un.org