رسالة فريق التحقيق (يونيتاد) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 آذار/مارس 2022

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للمرأة الذي يُعدّ احتفاءاً بالإنجازات المتحقّقة في المساواة بين الجنسين، وفرصةً لتسليط الضوء على التحديات الباقية. وعلى صعيد عمل فريق التحقيق (يونيتاد)، تتضمّن تلك الإنجازات التحقيق في الجرائم الجنسية والجرائم القائمة على النوع الاجتماعي المرتكبة من قِبل تنظيم داعش، وكذلك تعزيز المساءلة عن تلك الجرائم. فبالإضافة إلى توثيق تلك الجرائم، فإننا نسعى أيضاً إلى فهم الأسباب الكامنة وراء ارتكاب جرائم العنف الجنسي كوسيلةٍ لإثراء إستراتيجياتٍ للحيلولة دون ممارسة العنف ضد النساء والفتيات مستقبلاً في خضم الصراع المسلح.

عمد تنظيم داعش عند إستيلائه على مساحاتٍ شاسعة في العام 2014 إلى اتّباع أيديولوجية جنسانية واضحة بممارسة التمييز والعنف ضد النساء والفتيات من جميع المجتمعات، حيث وضع فريق التحقيق (يونيتاد) التحقيق في هذه الجرائم في صميم عمله. وفي شهر آيار/مايو 2021، قام الفريق بتقديم نتائج تحقيقاته إلى مجلس الأمن بخصوص الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الأيزيدي، وتضمّنت تلك الجرائم الاستعباد الجنسي للنساء والفتيات كفعلٍ إبادي. ومنذ ذلك الحين، أخذ الفريق على عاتقه إجراء تحقيقات في الجرائم ضد المجتمعات الأخرى، حيث تضمّنت جميع تلك التحقيقات عنصراً جنسانياً. ويُعدّ مصدر أغلب المعلومات التي جُمعت هم الناجون، فهم يثقون بإطلاعنا على تجاربهم المريرة ويطلبون منّا محاسبة أولئك الذين أرتكبوا تلك الجرائم. ومن خلال السير قُدُماً، فإن تلك النساء والفتيات يفعلن أكثر بكثير من مجرد وصف الجرائم. كما يشعر الكثيرون بالتمكين لأنهم يتحكمون في رواياتهم ويساهمون، في الوقت ذاته، في محاربة الوصمة والإحراج المُرتبطين بالعنف الجنسي.

وقد تمّ إحراز تقدّم في الطريق نحو تحقيق العدالة في شهر آذار/مارس الماضي عندما أقرّ البرلمان العراقي قانون الناجيات الأيزيديات؛ وهو مشروع قانون يُقدم إطاراً للناجيات من العنف الجنسي للحصول على تعويضات. ويشمل القانون النساء والفتيات من جميع المجتمعات الدينية، بما في ذلك الأيزيدية والمسيحية والشيعة التركمان والشبك. هذا ويُرحّب فريق التحقيق (يونيتاد) بهذا التطور البارز وبالجهود المستمرة لتنفيذه.

ولدى التفكير بتلك النساء والفتيات، نستذكر اليوم الجرائم التي تعرضن لها ونفكر في تأثيرها طويل الأمد على الناجيات ومجتمعاتهن. كما ونؤكد مجدداً التزامنا بمواصلة تحقيقاتنا حتّى يتسنّى لنا في نهاية المطاف بلوغ هدفنا المُتمثّل في تحقيق العدالة لجميع الضحايا.